المحتوى المكتوب أم المرئي.. ما هو مستقبل الصحافة المُدمجة؟
يشهد مُستقبل الصحافة المُدمجة تحولاً متواصلاً على المدى البعيد، والفكرة الرائحة الآن ليست نهاية المحتوى المكتوب بل تطوّر وتكامل الأشكال المُتنوعة من المُحتوى، بما فيه المحتوى المرئي وذلك من أجل تقديم تجربة إخبارية شاملة وغنيّة للجمهور.
المحتوى المرئي هيمنة مُتزايدة بعيداً عن النصوص:
- بالرغم من أن المحتوى المرئي (الفيديو) ينال شعبية كبيرة سيما بين الأجيال الشابة.
- لكن بعض التقارير مثل تقرير رويترز أشار إلى أن الفيديو أصبح مصدر رئيسي للمعلومات عبر الإنترنت.
- وأن ما نسبته 72% من مُشاهدات الفيديو الإخباري تتم على منصات التواصل الاجتماعي.
- جاذبية سمعية وبصرية:
- يدمج الصورة والصوت والحركة، مما يجعله أكثر جاذبية وتأثير عاطفي من النص وحده.
سلاسة في المشاهدة:
يُمكن للمُتلقي مشاهدة الفيديو أثناء القيام بمهام أخرى، وهو أسرع في نقل المعلومة في بعض الأحيان، خاصةً المقاطع القصيرة.
الانتشار على وسائل التواصل:
- خوارزميات منصات التواصل الاجتماعي تفضل الفيديوهات من أجل زيادة الانتشار والوصول لأكبر عدد من أصحاب الحسابات.
- ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن المحتوى المكتوب سيزولن فالنص يتمتع بالعديد من الخصائص الفريدة.
خصائص المحتوى المكتوب:
1-العمق والتحليل:
يُوفر النص مساحة أكبر للتحليل المُعمّق، التفاصيل الدقيقة، السياق السياحي أو السياسي، وهو ما يُصعّب تقديمه بنفس الكفاءة في فيديو قصير.
2-القراءة المُتأنية:
يسمح النص المكتوب للقارئ التحكم في سرعة القراءة، والعودة لنقطة ما والتفكير في المعلومات المطروحة.
3-المرجعية والبحث:
النص يُسهل البحث عنه والاقتباس منه والرجوع إليه كمصدر للمعلومات.
4-التخصيص:
يُتاح للقارئ تخطي الأجزاء التي لا تهمه وأن يركز على ما يهمه بسرعة أكبر.
الصحافة المُدمجة التكامل هو الحل:
سيكون المستقبل حتماً للصحافة التي تُجيد فن الدمج والتكامل، ولن يكون هُناك شكل واحد يستحوذ بشكل تام، بل عبارة عن بيئة إعلامية مُتنوعة الأشكال حيث يُستخدم كل نوع من المُحتوى لخدمة هدف معين:
أولاً-المُحتوى المُتعدد الوسائط:
- الفيديو يُستخدم للقصص العاجلة (الستوريات)، التغطيات المُباشرة، اللقطات الحصرية، المُقابلات السريعة، المخلصات الحصرية.
- أما النص فهو أساس التحقيقات المُعمّقة، المقالات التحليلية، مقالات الرأي، والأخبار التفصيلية.
- الصور والرسوم البيانية (إنفوغرافيك) وهي ضرورية من أجل تبسيط البيانات المُعقّدة وتقديم المعلومات بصرياً.
الصوتيات يتزايد الاهتمام بها كشكل بديل للاستهلاك سيما أثناء التنقل.
ثانياً-التخصص الفائق:
- يُمكّن الذكاء الاصطناعي المؤسسات الإخبارية من فهم تفضيلات المُستخدمين وتقديم المُحتوى بالشكل الذي الذي يرغبون به سواءً كان نصاً أم فيديو أو حتى صوت.
- من الممكن أن يفضل شخص ما قراءة تقرير مُفصل عن قضية سياسية، فيما يُفضل آخر مُشاهدة فيديو يُلخص أهم النقاط.
ثالثاً-الصحافة التفاعلية:
- دمج عناصر تفاعلية مثل الخرائط، الرسوم البيانية التفاعلية، الاختبارات القصيرة، الواقع الافتراضي المُعزز، من أجل تعزيز تجربة المُستخدم.
- يستطيع المُستخدم أن يتفاعل مع القصة وليس مشاهدتها فقط.
رابعاً-الذكاء الاصطناعي.. أداة لا يمكن الاستغناء عنها:
- يُساعد الذكاء الاصطناعي الصحفيين من جمع البيانات، تحليلها، تلخيص المُحتوى، وتوليد مسودات أولية للأخبار العادية.
- يمنح الذكاء الاصطناعي المؤسسات القدرة على إنتاج مُحتوى مُتعدد الأشكال بكفاءة مُرتفعة، وتحسين عمليات الترجمة والتفريغ الصوتي.
خامساً-الأصالة والمصداقية:
- تزداد أهمية المُحتوى الصحفي الموثوق، سواءً كان نصياً أو مرئياً.
- المؤسسات الإعلامية التي تستطيع بناء الثقة سوف تُحافظ على جمهورها بغض النظر عن شكل المُحتوى.
كيف تستعد مؤسستك لعصر الصحافة المُدمجة؟
- استثمر في التدريب متعدد المهارات: اجعل الصحفي يتقن الكتابة والتصوير والمونتاج الأساسي.
- بنِ بنية تقنية هجينة تُسهّل إدارة الفيديو والنص في نظام إدارة محتوى واحد.
- استخدم تحليلات متقدمة لفهم نوع المحتوى الذي يُفضّله جمهورك في كل منصة.
- عزِّز التفاعل بإدراج خرائط، اختبارات، وروابط واقع مُعزَّز داخل المقالات.
لمزيد من الدعم، تواصل مع فريق لوب ميديا لمعرفة كيف نحول غرف أخبارك إلى معامل وسائط متعددة:
أو من خلال صفحة التواصل معنا.
للقراءة باللغة الإنجليزية، يمكنكم الوصول إلى النسخة الإنجليزية من المقال [هنا].